الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد
ان السنة النبوية المطهرة معين لا ينضب وهداية لا تنقطع وعلم يتجدد فمن وعاها وعمل بها اهتدى واقتفى ومن جهلها فقد فاته من الخير بقد ما فاته منها ومن اعرض عنها وجهلها فقد ضل وغوى
والناظر والمتأمل فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم راجيا عبادة الله سبحانه وتعالى والتقرب من الله سيجد خيرات كثيرة ومن ما قاله سيدنا معاذ بن جبل رضى الله عنه حيث قال
احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا ان نترأى عين الشمس - فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز فى صلاته فلما سلم دعا بصوته فقال لنا على مصافكم كما انتم ثم انفتل الينا فقال اما انى احديثكم ما حبسنى عنكم الغداة
انى قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لى فنعست فى صلاتى فاستقلت فاذا بربى تبارك وتعالى فى احسن صورة فقال
يا محمد قلت لبيك رب - قال فيم يختصم الملأ الاعلى
قلت لا ادرى رب قالها ثلاثا
فقال صلى الله عليه وسلم فرأيته وضع كفه على كتفى حتى وجدت برد انامله بين ثديى فتجلى لى كل شئ وعرفت
فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الاعلى
قلت فى الكفارات
قال ما هن ؟
قلت مشى الاقدام الى الجماعات والجلوس فى المساجد بعد الصلوات واسباغ الوضوء على المكروهات
قال ثم فيم ؟
قلت اطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام
قال سل
قلت اللهم اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين واذا اردت فتنة فى قوم فتوفنى غير مفتون واسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها حق فادرسوها وتعلموها
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح وصححه البخارى
سيدى يار سول الله صلى الله عليه وسلم يا من برؤيته تطيب القلوب وتقر العبون وبذكره تنزل الرحمات والبركات
فانه صلى الله عليه وسلم يروى لاصحابه الابرار الاطهار الذين يحبونه اكثر من انفسهم واهليهم والدنيا كلها وفى ذلك جواز ذكر الرويا الطيبة لمن تحبهم لانهم يحبون لك الخير وعدم جواز قص الرؤيا الغير طيبة والاستعاذة منها سواء على من تحب ومن لا تحب
فالرسول صلى الله عليه وسلم على غير عادة له تأخر عن صلاة الفجر فاسرع قبل ان تضاء الدنيا وتخرج الشمس فقام للصلاة وتجوز فى صلاته اى خفف فيها بالقراءة وفى ذلك وقفة ان صلاة الفجر يجوز فيها الاطالة بشرط ان ان تظهر الشمس والاطالة فى الغالب فى القران ان قران الفجر كان مشهودا وفى كل الحال يجب مراعاة المرضى واصحاب الحاجة والاحوط ان تتوسط فخير الامور اوسطها والله اعلم
ثم اظهر هذا القبس النورانى والفيض العذب حرص النبى صلى الله عليه وسلم على قيام الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فى هذا الحديث ( انى قمت من الليل ) فلم يجعل الليل كله لان لبدنك عليك حق وفيه ايضا يجوز ان تقوم من الليل قبل الفجر بوقت قصير ووقت طويل ويجوز ان ان تقوم قبل الفجر بساعتين مثلا ثم بعد قيامك وصلاتك ما قدر لك ان تنام الى صلاة الفجر فقيام الليل ليس لها وقت معين من الليل
وبين الحديث اهمية الوضوء لان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وحرص النبى صلى الله عليه وسلم على الوضوء دائما وهو صلى الله عليه وسلم القدوة
نكتفى بهذا القدر ولنا تكملة ان شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق