الخميس، 28 مارس 2019

الدرس الاول من سورة الاسراء عبادة التسبيح

مع بزوغ فجر جديد من ذكرى الاسراء والمعراج ولاهمية هذه المعجزة جعل الله فى كتابه سورة الاسراء وهى سورة مكية ومدنية وعدد اياتها 111 اية وتسمى سورة بنى اسرائيل لما بها من ذكر لمواقف بنى اسرائي مع الانبياء والرسول والصالحين وتقع هذه السورة الكريمة بعد سورة النحل التى بدأت بقوله تعالى سبحانه وتعالى عما يشركون - وجاء بعدها سورة الكهف التى بدأت بقوله تعالى الحمد لله الذى انزل على عبده الكتاب - وهى بدأت بقوله تعالى سبحان الذى اسرى بعبده ليلا - وهذه له دلالة ومعنى يغيب عن كثير من عباد الله - الا وهو انه توجد عبادة سهلا واجرها عظيم الا وهى عبادة ذكر الله وتسبيحه والتهليل والتكبير
اخواتى فى الله نعم عبادة عظيمة سهلة واجرها عظيم فقد جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم وسأله عن عبادة سهل تطبيقها واجرها عظيم فدله على ذكر الله وان يجعل لسانه رطب بذكر الله
وهذه العبادة اخوانى هى وصية نبى الله وخليله سيدنا ابراهيم علية الصلاة والسلام لامة محمد صلى الله عليه وسلم فعندما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء السابعة وجد سيدنا ابراهيم عليه السلام متكأ على بيت الله الحرام فقال له سيدنا ابراهيم عليه السلام يا محمد اقرأ امتك منى السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة وانها قيعان وغراسها سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ولا حولا ولا قوة الا بالله
نسطيع عباد الله ان نغرس فى الجنة غراس بذكر الله فربنا سبحان الله طيب يقبل كل ما هو طيب وما يوجد ما هو اطيب من ذكر الله وتسبيحه واستغفاره
فهذا هو الدرس والرسالة الاولى من سورة الاسراء
فهى بدأت بكلمة سبحان الذى بها التعظيم والاجلال والتنزيه لصاحب هذه المعجزة من الالف الى الياء فمعجزة الاسراء كانت بقدر الله وقدرته سبحانه

الدرس الثانى من سورة الاسراء العبودية لله شرف وعزة

الدرس الثانى من سورة الاسراء هو
العبودية لله شرف وعزة
عندما نقرأ الاية الاولى من سورة الاسراء ونتدبر معانيها ونفهم مقاصدها نتبين ان العبودية لله هى اسمى مرتبة يصل اليها الانسان ( العبودية لله )
الله جل جلاله عندما قال ( سبحان الذى اسرى بعبده ليلا ) لم يقل سبحان الذى اسرى ب ( حبيبة او رسوله او خليله او نبيه الخ ) هذا الامر يجعلك تفكر هل لهذا الامر شئ يريد ان يعلمنا الله اياه
نعم وهذا من بلاغة القران وعظمته
ارادا الله جل وعلا ان يبين ان هذه المعجزة كانت بقدر الله وقدرته وان رحلة الاسراء كانت للنبى صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه
والامر الاهم والاسمى العبودية لله وحده فالله جل وعلا خلق هذا الكون فيه عبيد وعبادا
فكلنا عبيد لله سبحانه وتعالى المؤمن والكافر الطائع والعاصى
اما العباد هم الذين اخلصوا لله فاطاعوه فيما امرهم وانتهو فيما نهاهم عنهم ولذلك يقول ربنا تبارك وتعالى ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
وهؤلاء العباد هم الذين قال الله عنهم ( كانوا قليلا من اليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون ) وقال ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )
فالعبودية لله شرف وعزة ما بعدها عزة وعطاء ما بعده عطاء ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فى العبادة والدعوة حتى تورمت قدماه فقالت له السيدة عائشة رضى الله عنها هون عليك نفسك فانت غفر الله لك ما تقدم وما تأخر فكان يرد عليها صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا
صابر حجاج ياسين

وقد وصف الله جل وعلا سيدنا نوح عليه السلام ( انه كان عبدا شكورا )
وحتى نكون من العباد يجب ان نخلص لله فى كل اعمالنا ونطيعه فيما امرنا به وننتهى عما نهانا عنه
والله اعلم